السبت، 23 يناير 2010

قيعان تشتكي الوحشة

أشعر بحنين يوقد رماد لهفتي بأمتشاق أخيلته وتحريك جذوته المستعرة
أمسكت بخطام قلمي من جديد لأبعثر تلك الأحرف المتحشرجة والتي ترفض حمى السقوط لوحل الإنكسار والرضوخ ..
أحاول الإخضاع بدوافع إلإلحاح وحاجة الرغبة وغطش الهوى ..
في عمق مرآتها وجدتني أبحر برذاذ الصورة ومحيط الأصل أقتنص من صفحة العمر واحة أستظل بها بين أقنعة الحرف وحقيقة المعنى
تصفحت أحداق عينيها فباشرت مسافة الإلتقاء بجنون المجدب لأسترق من سكون الأهداب عمقا أختلي بها مقامرا سحر أبدي وعشق لعروق تتشربت بمدام الحياة ..
في خريف أنفاسها تشكلت حديقة أزهاري بغجرية ألوان وقزج أطياف لتذيب حبات البرد طهر إبتسامة ..
هنالك ارتسمت في وجه السماء كهلال سطع بنهار فأضاء مساحات البياض على هامش السواد المحتل عنوة لتخلق لجسد الأرض أجمل حلة وأورق بستان ..
اجعلوني ماء وجود انبلج ما بين أنفاسها نطفة حياة تتهاوى بقيعان الأمل والرجاء تارة وترتفع لهامات اليأس والقنوط أخرى ..
الحب كالشمعة تحترق لتمنحنا شهوة الحياة فاشتعالها وقود لأشواقنا ينمو بإستقرار تربته وصفاء روحه ويخبو بإضطراب أجوائه وتعكر نقاءه ولهيبها أسجرت الحنين تصطلي بدفء البعاد ووحشة الفراق وترتجف بزمهرير اللقاء وحضوة القرب ..
أنت قدري الذي اسكنني وسكنني فكنت الداء المداوي والبلسم القاسي تنبتين بشرايين الحلم ( نطفة ) أمل تحملها جذور القلب ( علقة ) مولد ومنشأ لتكتسي ( مضغتها ) بزخات الحياة الدافئة فتستوي ( عظام ) ساق مخضر يكسو أوراق وجوده ( لحم ) براعمه تنشد أزهار الحب وثمار العشق ..
هل تسمح لي أن أستعير قلبك ؟
لقد أصبحت روحي سجينة فقدك وأسيرة فراقك
أعلم أنني ربما أكون هامشا أجرته ممحاة سجلاتك أو سطرا لم تكتب حياته بعد أو ورقة حضرت وغادرت دون أن تحضى بدفء أدراجك ولذة اهتمامك ولكن سأظل ألتحف من البقاء خيطا يوقض سراج أحلامي ويجمع شتات آمالي ويرسم ملامح تنبض حبا ..
وهآأنت اليوم تجمع ذكريات الماضي وترحل بصمت مخلفا جثة لم توارى بعد وشوقا لم يجف مداده وتنشف قطراتهترحل تارك حطاما يتنفس حيرة ويخط بآهاته سطراً متعثراً يختنق بدخان الحزن ولهيب الألم ..
بمرفأك مازلت أنتظر حلما يطفو على أمواج واقع الذكرى فيعلو مرة ليقترب أكثر من شاطئ الحقيقة الجميل ويغوص أخرى فيبتعد هنالك في أعماق الخيال المظلم ..
قمة الألم أن تسكنه قبل أن يسكنك وقمة الفرح أن يسكنك قبل أن تسكنه والفرح شقيق الحزن وتوأمه به يعيش ومنه يتنفس فلا ألم قبل فرح ولا فرح بدون ألم ..
سأعيش على بقايا أنفاسك الراحلة بصمت .