الخميس، 29 أكتوبر 2009

ميلاد غروب وتجدد ( ذكريات )


كم هي جميلةٌ لغة الوداع ..
رغم ما تحملهُ من مشاعر الحزن والألم والحسرة إلا أنها تغتصبُ اللذةَ بعمر الأنفاسِ الراحلة من جسد الحياة ..
على صدر ذلك الشاطي الجميل وبين أنفاسهِ الساحرة أطرقت أتأملَ خيوط الشمس الدافئة وهي تعانقُ بعمقٍ أحضانَ البحر لترتسم على ثغره أبتسامة الوداع الساطعة ..
قرص الشمس يتحرك بهدوء إلى المغيب وأنفاس هنالك تتعالى مصطخبةً وكأنها على موعد للقاءٍ طال أنتظاره ..
بركانُ الشوق يكاد يتفجر حممهُ مع كل ثانية تذوب من خيوط الانتظار ..
وفي تلك اللحظة الساكنة كل شي من حولي يتمنى أن تتوقف عجلة الزمن ليستمتع بأهزوجةِ النهاية على جثث الرحيل ..
لا زلت أترقبُ موعدَ قدوم حياةٍ جديدة تنشرُ فصولها بستارٍ أسود يلفُ محيط الأفق ..
بين خيوط الغروب الذهبية وأشرعة المساء الحالمة ولدَت قصة حبٍ شهودها البحر والسماء وعنوانها بداية لنهاية ..
على أنغام تغاريد الطيور المهاجرة و طبول الأمواج الهادرة وزمير الرياح كان لقاء العشاق يشقُ السماء وتتمايلُ على أرواحهِ أمواج البحر في سيمفونيةٍ جميلة ..
يبدأ طوفان السواد في نشر رداءه ممتزجاً كل بياض ..
الشمس تغادرُ مسرحَ الأفق شيئاً فشيئاً لتعلن بداية فصول على أنقاض أخرى ..
لغة الوداع كانت آخر ورقة كتبها مداد الزمن في صفحة الحياة ..
كل ركن راح ينزفُ طعم الوداع بلغتهِ الخاصة ..
الشمس الليل البحر الطيور السماء وأنا .. في حوار الصورة والأرواح ..
في ميلاد الغروب كانت لغة الوداع هي قصة بداية النهاية لحياة الفصل الأخير ..
ما زلت أتأملُ بقايا خيوط الشمس المتناثرة بذبولٍ في صفحة السماء المُغتصَبة بأمر سواد الليل ..
رحلت النهاية حطت رحالها بين ذكرى وواقع ينبضُ جسداً على نعش جسدٍ ومستقبل البقاء يكتب شهادة ميلادهُ بعمر لحظات رحيل ..
على شاطي الغروب ولدت لحظة وداع انتظرتها بشوق السنين لأجددُ على أنفاسها مساحات ذكرى اشتكت غربةً وهجرَ المشاعر فتألمت وبكت بزفراتٍ وآهاتٍ ودموعٍ صامته ..
وبعد دقائق إرتواء اللذة .. أطرقتُ ألملمُ بقايا جروحي من أضرحة الواقع بعد أن أطبق ستار السواد بردائهِ كل مساحات الأمل
وبات الرحيل مفراً لا مفرَ منه
.
.

بقلم : إبراهيم أحمد الزبيدي
الجمعة 1/11/1430هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق