السبت، 28 نوفمبر 2009

الحجرة 75

في الحجرة ٧٥ جلس ينتظر والقلق يساوره بحديثٍ صامت ٠٠
نظراتُ خوفٍ ووجوم ألبسته وحيرة تدق أركانه ٠٠
يتفحصُ المكان ببصره وبرمقُ ساعته بين الفينة والأخرى ٠٠
الدقائق تتحرك ببطء شديد ٠٠
ألتفاتتٌ هنا وهناك يعود بعدها ليخفي ذلك التوتر والخوف بمعاقبة شفتيه وإغماض عينيه ..
سرعان ما تعود الصورة أكثر وضوحا لينفض ما تبقى من خيوط السكونِ ويركلُ غبار الهدوء بنهوضٍ مفاجأ ٠٠
يحاول قتل خنق الزمن بخطوات الانتظار ٠٠
لا يزال ستار الضباب يلف أفقَ المستقبل ٠٠
نظراتٌ وترقبٌ تبحث في زنزانة المستقبل عن إفراج لحقيقة ٠٠
رحلة من خطواتٍ مبطئة تذيبُ وحشية الواقع وخشية المستقبل ٠٠
الوقت أصبح متأخرا ٠٠
إنها الثانية بعد منتصف الليل والفجر بات ينشر ردائه بجسد المكان ٠٠
وبالجوار كل شئ هادئ إلا من بعض أصوات تأوهات متقطعة ٠٠
سرعان ما تختفي خيوطها على أروقة ستار اللحظة ٠٠
هل حدث شئ غير جيد ؟
لماذا كل هذا التأخير ؟
شريط التساؤلات بدأ يتحرك سريعا يقطعه قهقهات بعض الموجودين بحجرة الانتظار ٠٠
الساعة المعلقة بأعلى الحجرة بدأت تستحوذ على جلّ الاهتمام فالأنظار أصبحت تتابع بعمق والأذان تسترق صدى تلك الأصوات المتقطعة بالجوار٠٠
الخوف الحيرة الظنون ...
مشاعر متراكبة تعتصر آنية المحيط باحثة عن إستفاقة لسبات الخبر ٠٠
وفي غمرة إنحسار سطور الحقيقة في طوفان التساؤلات تخترق جدار الصمت صراخات متتالية توقف ذلك الفصل المخيف من حياة الأخيلة والواقع ٠٠
تقطعُ فجأة بعد دقائق معدودة ويخرسُ الصمت حينها لفيف المكان ٠٠
ينهي معاناته بكاء برئ وتمتمات خرساء ٠٠
وبعد دقائق يفتح باب الحجرة ٠٠
تدخل ذات الرداء الأبيض بهدوء ..
وفي غمرةِ السكون وبلغةٍ ركيكة ..
وين سيد طارق فيه ؟
وبلهفة جاءت الأجابة : نعم أنا هنا خيرٌ إن شاء الله ٠٠
سيد طارق مبروك فيه ولد ٠٠
وماما فيه كويس ٠٠
هنا نقطة لبداية أفراح
( لوحة من واقع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق