الاثنين، 31 أغسطس 2009

( الباب ما زال مفتوحا

أينَ أنا ؟أ
أشعرُ بظلامٍ يحيطُ بي
يعتصرُني .. يخنُقني .. يقتُلني ..
ضيقٌ من ضيقٍ
أكادُ أسقطُ من كمدهِ
أنفَاسي تشحذُ أنفاساً
وسياطُ الخوفِ تلفحُني

أينَ أنا ؟
فقدتُ خطوَاتي وأضعتُ طريقِي !!
أشكو وحشةَ النفسِ وسقمُ الحياةِ
أنظرُ حولي فلا أبصرُ إلا أشواكاً
بؤسٌ يلبسُني وحزنٌ يحيطُ بي
وسوادٌ ليس له نهاية

أينَ أنا ؟
في سراديبِ الإحباطِ أعيشُ
وبينَ أنقاظِ الألمِ أتنفسُ
ووسطُ خندقِ الهمومِ أرقدُ
لا أنيسٌ غيرَ الوحشةِ
ولا رفيقٌ سوى البكاء

أينَ أنا ؟
هل باتَ الأملُ سراباً
أم أغلقَ الفجرُ أبوابهُ
أو رحلَ الكونُ بلا عوده
أبحثُ عن خيالِ نجاةٍ
فلا أشعرُ غيرَ سراب

أينَ أنا ؟
تائهٌ وسطَ بحورٍ من ضبابٍ
أوشكت رحلتي على النهايةِ
وليس بِخزانتي سوى قطراتِ دموع
تُغرقُني كلما أحييتَها
وتنتشلُني من أمواجِ الواقع
أينَ أنا ؟
أجمعُ شتاتَ من آهَاتي
أسترقُ صورةَ حلمٍ ضائع
أمزجُ بينَ جراحِي
لا صوتَ إلا لأنينِ الحزنِ
يسرقُ كلَّ فتاتٍ أبيض

أينَ أنا ؟
أوراقُ العمرِ تحترقُ
خطوطُ الأملِ تتَوارى
غروبٌ أغرقَ شروق
ودخانٌ هنالكَ يتطايرُ
ينذرُ بشؤمٍ محتوم

أينَ أنا ؟
اكتملَ فصولُ المسرحِ الكئيب
في ساعةِ الرمقِ الأخيرةِ
حضرَ الجميع
ليفتحَ ستارُ الحقيقةِ
وتبدأ لوحاتُ العزفِ المجنون
عزفٌ على أوتارٍ مهترئةٍ

أينَ أنا ؟
أأهربُ !! إلى أين ؟
أسئلةٌ تخرجُ من سجنِها
أصواتٌ تصرخُ مبحوحةً
أشعرُ وكأنَّ الكونَ زنزانتي
والعمرَ سجّاني !
أضعتُ خيوطَ بقائِي
فإلى أينَ الرحيل ؟

أينَ أنا ؟
سَأمضي إلى روحِ الحياة
وبلسمِ الوجودِ
حيث لا حدودَ للعطاءِ
ولا نهايةٌ للرحمةِ
أحملُ جراحِي لألُقي بجسدي بينَ يَديه
وإزيحُ حمولتِي عندَ بابهِ
سأغسلُ أحزانِي بشهدِ لقاءهِ
وأُداوي أسْقامِي بأطيافِ غيثهِ
فأنَا في حضرةِ ملكهِ
ولا قنوطَ مع كرمهِ
سأعودُ
سأعودُ من جديدٍ
فبابُ العودةِ لمْ يقفلَ بعدُ ..
.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق