الاثنين، 23 مارس 2009

زفرات ترقص

زفرات ترقص
في صفحاتِ الزمن وأغلفةُ التاريخ ...
اللونُ الأسودُ هو الفاصل ...
وخطهُ يمحو كلَّ سطرٍ كُتب قبلهُ ...
تعالى صدى ذلك الأنين المتقطع يعلو تارة ويخبو تارة من ذلك الجسد المتحشرج المنكسر ...
والذي بات كورقة ذابلة في مساء خريفي بارد ينتظر نسمة هادئة أو هبوب عاصفة تنقله إلى مساحات النسيان وعالم الغوائب ...
إنها لحضات اكتست فصولها بحزن عميق علا فغرز بجذوره في أعماق صدرها فراحت تلفظ أنفاسها الأخيرة في نهاية حزينة ...
دمعتا ألم تسقط من تلك العينين الغائرتين تحتضنهما أشرعة الأرض فتضمهما باشتياق ولهفة لتشبع منهما وتسقي بهما ...
حمم تفوح هناك فتلفح وجه الفضاء ..
ترتعش منها أطراف شاحبة وأعضاء شاهبة ...
فيجيب الجسد تراقصا واهتزازا على وقعها المغرق ...
تبدو الوجوه واجمة مختلجة معتلجة وكأنها للتو قد أنهت حفلة سكر خمائري على موسيقى قاسية ...
المكان يبدو كمدينة أشباح أوعالم صمت ينتظر صرخة منقذة ونهاية مفجعة ...
يد شاخت من هول الحدث تتحرك هنا بهدوء ...
تمسح برفق على ذلك الجسد المحطم ...
تتلمس عروق حياة تشع منه , ووجود يضيء به ...
الأنين يتسارع ...
القلق يترنح ...
الحيرة تحضر ...
المكان يستعد لحضور ضيف مزعج ...
خيوط ضبابية تتدلى ...
ليل حالك يبدى رأسه ويفتح فاه ...
دموع هنا اختلطت بدموع هناك ...
وحزن وألم اجتمعا بلحظة افترقا فيها ...
دفة الزمن تتحرك بتسارع غريب , وقصة تتوارى فصولها وتوشك شمسها على الغروب ....
إنها النهاية ...
هكذا صرخ لسان الحال ورددت أفواه الواقع ...
زفرات حارة تتقد وتدق بعنف في رحم ذلك الصدر المستسلم ...
يتمايل مع أنغامها سياط الألم والوجع ...
خيالات متناقضة وصور متداخلة تتجمع لتشكل مشهد سريالي يحكي سرمدية شقاء ونهاية فرح ....
إنها تقترب ...
شيئاً فشيئاً ...
جسد يلين ...
أطراف تتمايل ...
لسان يختنق ...
صدر يصر ...
عينان تشخصان ...
صوت محتبس ....
يئن ....
ماء .... ماء .... ماء ....
دموع وعويل تعم المكان ...
صخب محزن قد بدأ حفلته الموجعة ...
الصوت يرحل ببطء يقطع أوتاره خيال الزمن وأوراق المستقبل ...
نسمة يشج صوتها صريراً تفوح برائحة زكية تتلاشى مع تسمر وتحلق ذائب ...
الحزن يتفجر براكين دموع وصراخ ...
رياح خامدة تحف المكان تحمل بين يديها آهات الأسى والحسرة ...
خاتمة تعلن وجودها بإغلاق مفاتيح الوجود ومسح خط الحياة ...
جسد أبيض يحتضن تلك الروح المهاجرة ليزفه نحو منزله الأخير وسط زغاريد باكية ...
أخيرا ...
إقفال ستار فصول مشهد من سلسلة مشاهد ذلك المسرح الكبير الذي ينتظر اكتمال فصوله ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق